دعوة للتفكير ! الحلقة السادسة ! "كل عام ومصر حره ، ديمقراطيه ، أبيه ، سخيه ، بحبك يا بلادي ، سلسلة حلقات تحليلية متخصصة بقلم الدكتور حسام الشاذلي ، المستشار السياسي والخبير الدولي في إدارة التغيير ، والمرشح السابق لرئاسه الجمهوريه

دعوة للتفكير ! الحلقة السادسة   ! 
"كل عام ومصر  حره ، ديمقراطيه ، أبيه ، سخيه ، 
بحبك يا بلادي ،  
سلسلة حلقات تحليلية متخصصة 
بقلم الدكتور حسام الشاذلي ، المستشار السياسي والخبير الدولي في إدارة التغيير ، والمرشح السابق لرئاسه الجمهوريه

مر وقت ليس بقصير منذ كتبت الحلقة الخامسة  في هذه السلسله تحت عنوان ' مصر وغزه والصهاينة الجدد ' ولقد مررت بعدها بفترة صعب فيها كل شئ علي ، أصبت فيها بمرارة تجرعتها مع كل ذكري حلوة أو مرة لثورة يناير المجيدة ، مع كل صورة وأغنية وذكري لصديق ، أو قريب ، أو زميل إستشهد ، أو أعتقل ، أو نفي ، أو إختفي ، 
فترة تسائلت فيها عن جدوي كل ما أقوم به وأحمله وحقيقة دوري في نضال أمة تسعي لحلم كاد أن يموت ، أو يختفي ، أو يتحول لحكايات مشوهة في كتاب ألف ليلة المصري ، كتاب اللامعقول في زمن اللامعقول ، 

ولكن مع إقتراب نهاية العام الميلادي وميلاد عام جديد ، وجدت نفسي غير قادر علي إرسال برقيات تهنئه لكل من أعرف في كل بلاد العالم وخاصة في بلدي الحبيب مصر. لم يجرؤ لساني علي حمل قولة ' كل عام وأنتم بخير' فقد وقف السؤال في حلقي وتلعثم الكلام في فمي  ، فأي خير وأي عام ، وأين مصر وإلي أين ؟ هنا أسلمت راية الكلمات لقلمي وقلبي ففاضت عيني بالدموع ثقة في قول الله تعالي " إن الله لا يصلح عمل المفسدين " صدق الله العظيم 

وهنا أذكر من قرأ في حلقات هذه السلسلة قبلا أو ساقته المقادير ليشارك معي ومعكم تلك الدعوة الخالصة للتفكير، دعوة بدون راية ولا إنتماء ولا حزبية ولا ولاء ، إلا إنتماء للحق وولاء للوطن . فإذا كنت قادرا علي خلع كل العباءات وإزاحة كل الرايات إلا راية مصر الحق والعدل والحرية ، فأهلا بك معنا مشاركا وناقدا ومنقحا وكاتبا ، وأما إذا طغت علي أفكارك التوجهات ، وأطاحت بها الأسماء و الرايات فلا مكان لك هنا ، فهنا أرض العدل ، بحثا عن والحق والحرية. 

وتستمر الشهور والسنين ويقترب العام الجديد وبلادنا من حال أسوأ لأسوأ ومن فشل لفشل ومن تضخم في الأسعار ، لتدن غير مسبوق في سعر الجنيه ، حتي بات الشخص يحمل شنطة ليتسوق بطه ، مشاريع غير مجديه ، وخطط غير واعيه ، وإنتشار للخرافات وإعلام الجن والخزعبلات . كل يغني علي ليلاه ، والشعب مطحون ، والقوت غير مأمون ، والأخطار محدقه والسفن غارقه ، والحكومه في العسل ومحلب لا ينتج حتي بصل ، 
لا إختلاف علي أن السنوات الأخيره بعد الثورة حملت كل أنواع الفشل وقتل الأحلام والأمل ، ولا خلاف علي أن كل الحكومات والوزارات ، تغيرت الأسماء وإختلفت الصفات والتوجهات ، كلها شاركت في صنع ملحمة للفشل السياسي والإقتصادي وصلت لذروتها مع نهاية هذا العام وإطلالة الجديد بالأحلام ، 

كيف يمكن أن نقول عام سعيد ، عام مَجِيدٌ ، عام فريد ، وهناك آلاف الشهداء في كل بيت وأسره ، وفي كل شارع وحاره وزاوية ومدق ، كيف يكون أن يكون عام سعيد وآلاف الأسر تفتقد ذويها في المعتقلات وبين غياهب السجون والزنزانات ، أي عام سعيد وصور التعذيب تخرج علينا من الأقسام والسجون  كل يوم ، أي عام سعيد وأخبار قتل الضباط والعساكر باتت جزءا من حياتنا اليوميه وأخبار القتلي في السجون جزءا من يومياتنا العاديه ، 

أي عام سعيد ومبارك حر برئ ، طليق شريف ، هو وكل أعوانه وحشمه وخدامه ، أي عام سعيد وعز يستعد لخوض الإنتخابات وموسي يستعد ليترأس البرلمان ، أي عام سعيد وأسر لا تجد قوت يومها ، و أطفال تقتل في الحوادث وأعراض تنتهك في الشوارع ،  وأفواه تكمم وحريات تصادر وأخلاق تختفي وشذوذ يستشري ووطن يضيع ، 
لا يختلف عاقلان بأن العبرة بالنتائج وليست بالحسابات والبرامج ، واللي ما بيشفش من الغربال يبقي أعمي القلب والبصيره ، وأحسن له يعمل نضاره أو يأكل خميره ، والنتائج جلية وضوح الشمس ، ومضيئة كالبدر في تمامه ، بأننا لسنا علي الطريق الصحيح ولا الدرب المريح ، وأن مصر في حاجة لتغيير حقيقي ، نحو ديمقراطية حقه ، وأنه لا إستقرار ولا رخاء بدون ترسيخ مفاهيم العدل والحريه ، وبدون أن نتجمع سويا من أجل ميلاد لمصر الجديده ، لا مكان فيها لمستبد ولا قاتل ولا سياسي فاشل ولا حاكم فاسد ولا معتقلات ولا سجون ولا قتل ولا تعذيب ولا إرهاب ولا ترهيب ،  ولا أصحاب نفوذ ومصالح وحظوة ومنفعه ، مصر الأمل حيث الأحترام المتبادل والدين والأخلاق والمسجد والكنيسه ، مصر العلم والعلماء والأمن والأمان والسياحة والرخاء  ،  
فلنعمل جميعا من أجل صنع مصر الجديده مع عام جديد ، عام ندعو الله أن يكون سعيدا ، هنيئا ، حرا لمصر وأهلها ، كل عام وأنتم في مصر الجديده بخير وأمان ،  

Comments

Recent Articles

Messenger of Judgement Day _ رسول يوم القيامة _ الدكتور حسام الشاذلي

Economy and Elections in Turkey: The Invisible Hands by Hossam ElShazly

جيم أوفر - Game Over - بقلم الدكتور حسام الشاذلي المستشار السياسي والاقتصادي الدولي