مبادرة واشنطن - بين الأمل والسراب وفن صناعة التغيير .....بقلم الدكتور حسام الشاذلي ، المستشار السياسي والخبير الدولي في إدارة التغيير ،

دعوة للتفكير ! االحلقة السابعه !

مبادرة واشنطن - بين الأمل والسراب وفن صناعة التغيير
سلسلة حلقات تحليلية متخصصة
بقلم الدكتور حسام الشاذلي ، المستشار السياسي والخبير الدولي في إدارة التغيير ،
لقد مر أمد ليس بالقصير منذ قمت بكتابة الحلقة السابقة من هذه السلسلة والتي تهدف إلي الوقوف بالتمحيص والتحليل حول الأحداث الهامه التي تسهم في صناعة مستقبل الأمة المصريه ،
واليوم نتطرق بالتحليل إلي مبادرة وطن للجميع والتي تم إطلاقها من مدينة واشنطن بحضور مجموعه من أحرار مصر وشرفائها بهدف الخروج من حالة الانسداد السياسي والتي تعيشها المعارضة المصريه منذ زمن ليس بالقصير ولا يبدو أن من يتولون قيادة تلك المجالس والمؤسسات الهلاميه المعارضه يتمتعون بأي رؤية واضحه لإحداث التغيير المطلوب ولكنهم وللأسف يبدعون في وأد أي مبادرة وفي تخوين وتكفير العاملين عليها ،
والعبرة هنا بالنتائج وليست بالتصريحات والبيانات والمؤتمرات و التي لا تقدم ولا تؤخر ، 
ولكي نتوجه نحو الهدف مباشرة فيجب أن نبدأ بالتأصيل لمبدأ علمي راسخ في علم صناعة التغيير وهو أن لكل تغيير نقطة إنطلاق ومحور لصناعة التغيير ومحرك لاستمراره ونجاحه ، ونقطة الإنطلاق ومحوره هي ذلك الهدف الأساسي الذي إذا تحقق ينطلق التغيير ،
وفي الوضع المصري فإن نقطة الإنطلاق لصناعة التغيير ومحوره ، تتركز في إعادة المنظومة المصريه لتجربة الإنتخابات الحرة النزيهة حيث يستعيد الشعب سيادته وشرعيته وحقه في صناعة مستقبله وتقرير مصيره ،
ومن هذا المنطلق فيجب أن تعمل كل الفرق والمجموعات والمؤسسات والأفراد ممن يسعون لإعادة مصر إلي مدنيتها واستعادة الشرعية المسلوبة إلي الوصول إلي ذلك الهدف لكي ينطلق التغيير ويتحقق الأمل في مصر الحره الديمقراطيه من جديد ،
أما محرك التغيير في الحالة المصريه فهو هؤلاء الشرفاء الذين بذلوا ويبذلون الغالي والنفيس من أجل حلم الحريه ، والذي يجب أن يتركز دورهم في صناعة نقطة إنطلاق التغيير قبل الإختلاف علي تفاصيل التغيير ذاته ، وإلا فتستمر الحالة الآنية من سئ لأسوأ وخاصة في ظل غياب إستراتيجية واضحه لصناعة أي تغيير أو توجيهه،
ولهذا فإذا أردنا أن ننظر لمبادرة واشنطن من هذا المنطلق فيجب علينا أن نتعرض لها بالدعم والمساندة كإحدى إستراتيجيات صناعة نقطة الإنطلاق للتغيير ومحوره، والبعد عن الخلافات الهدامة لتفاصيل التغيير والتي في حقيقة الأمر لا يمكن إقرارها في أي منظومة سياسية للتغيير إلا في ظل 
:متغيرات كل مرحله ومتطلباتها ولهذا فيمكن تفسير تلك المتغيرات كما يلي 

أولا: إن مفهوم الهوية يحدده الشعب والأغلبية المنتخبه في المنظومات الديمقراطيه ، وهذه الوثيقة أو 
المبادره من واشنطن ليست دستورا ملزما ولا قانونا لا يمكن مخالفته ولكن مجرد إطار توافقي كأحد أدوات صناعة نقطة إنطلاق التغيير ومحوره ففي حالة إنطلاق التغيير وعودة الديمقراطية سيحدد الشعب هويته وهوية حكامه ودستوره وبرلمانه ، تلك الهوية التي يتم محوها حاليا بمؤامرة ممنهجه ،

ثانيا: إن مفهوم الشرعية لا يختلف كثيرا عن الهويه فإذا عادت للشعب سيادته يمكن إعادة الشرعية وممثليها أو إنتخاب من يمثل تلك الشرعية في المرحلة الجديده فلا يجب أن يستعمل مفهوم الشرعيه لهدم أي محاولة لصناعة نقطة إنطلاق التغيير وبدون تقديم أي بدائل من منطلق أنه ليس من حق أي مجموعة أو فرد آخر تبني أى محاوله للتغيير غير هؤلاء ممن يحملون لواء الشرعية السابقه فهذا هو قمة الغباء السياسي في صناعة التغيير وجل ما يحلم به النظام ومؤسساته ، 


ثالثا: إن قائد التغيير السياسي الواعي يعلم متي يتوقف عن التضحية بجنوده لمجرد الإصرار علي موقف سياسي فاشل ، فقد خسرت مصر في هذه الملحمه بين الحق والباطل آلاف الأحرار وتخسر كل يوم أكثر وأكثر ، وكل من يعلم عن أحوال أسر المعتقلين والشهداء والمنفيين وذويهم يعي حجم الخساره والمأساه، فأصعب ما يمكن تعويضه وبناؤه هي تلك الكوادر البشرية الحرة المؤمنه بقضيتها والمؤهله لبناء بلادها فكفانا غباء سياسي يدفع ثمنه ليس فقط المعتقلين والشهداء وأسرهم ولكن الوطن كله بحاضره ومستقبله ، من أجل حفنة من القيادات السياسية التي لم تحقق ولن تحقق نجاحا علي الصعيد السياسي ما دامت عقولهم مغيبه في غياهب ما حدث ومع من حدث ، مع تجاهل العوامل المؤثرة ومتغيرات اللعبه السياسيه ،
رابعا: إن العالم علي أعتاب تغيير ضخم تلعب إنتخابات الرئاسه الأمريكيه دورا هاما فيها بحكم النظام العالمي الجديد، وإن المؤامرات التي تحاك كل يوم بهدف التأصيل لمفهوم الإسلاموفوبيا هي جزء من ذلك التغيير ولذلك فإستخدام إستراتيجيات الهدم والتخوين لأي مبادرة بدون طرح أي بديل فاعل في إطار زمني محدد ، قد يأخذنا إلي تلك الفترة الجديده حيث تنعدم الآمال في إحداث أي تغيير بمصر علي المدي القريب ، وليس بخاف علي أحد أن النظام الحاكم في مصر يستعد لهذه المرحله بكل قوه في حين يقف قادة الشرعيه حاملين لمعاول الهدم والتفريق والتي طالت كل البيوت حتي بيت الإخوان نفسه ،

أيها الأخوة والأخوات من أنصار الحرية والشرعية ومصر الحره الديمقراطيه، لا أمل في صناعة أي تغيير بدون صناعة نقطة إنطلاق هذا التغيير ومحوره ، وبدون الحفاظ علي الزخم السياسي و الذي يضمن دوران محرك هذا التغيير في الإتجاه المطلوب ، تجمعوا ولا تفرقوا ، إنبذوا الفرقه وحددوا الهدف ، وليكن هدفكم هو الخروج من حالة الانسداد السياسي والإفراج عن كل المعتقلين والقصاص للشهداء و عودة الشرعية والسياده للشعب من خلال صنع منظومة ديمقراطية حرة ، اللهم إني قد بلغت، اللهم فاشهد ،

Comments

Recent Articles

Economy and Elections in Turkey: The Invisible Hands by Hossam ElShazly

Messenger of Judgement Day _ رسول يوم القيامة _ الدكتور حسام الشاذلي

جيم أوفر - Game Over - بقلم الدكتور حسام الشاذلي المستشار السياسي والاقتصادي الدولي