عندما يكون 'الموت' هو الحياة بقلم الدكتور حسام الشاذلي، السكرتير العام للمجلس المصري للتغيير، والمستشار السياسي والاقتصادي الدولي

عندما يكون 'الموت' هو الحياة
بقلم الدكتور حسام الشاذلي،
السكرتير العام للمجلس المصري للتغيير، والمستشار السياسي والاقتصادي الدولي

يبدو أن الموت قد كتب علي الجميع في مصر السيسي ، الموت جوعا أو فقرأ ، الموت قهرا أو تعذيبا ، الموت عطشا أو قتلا أو إرهابا أو وتنكيلا، تتعدد الأسباب في زمن السيسي والموت قائم يحصد أرواح المصريين في كل يوم وليلة وعلي كل أرض وتحت كل سماء ، 
أصبح المصري بلا ثمن وصار القاتل بلا رادع ولا لجم ، بات جليا واضحا أن القائد المغوار القدير الجبار الذي رأي فيه حاشيته وجلاديه المنقذ والملهم والفارس المغوار ، ما هو إلا فاشل خائب لا يستر عورة ولا يحمي عرضا ولا أرضا ، تظهر قوته النذلة علي العزل والبنات والأسر والفتيات ، يحتمي بسلاحه علي من بلا سلاح ولكن في ميدان الحق هو 
حتي بدون لباس ولا تسمع له صياح 
،
واليوم تستمر المأساة فيسقط جنود مصر وشبابها في مصيدة الإرهاب والترهيب ، ويتساقط الجنود وتنزف الجثث وينزف معها رحم أمة ثكلي بآلاف الشهداء والمعتقلين والمختفين قصريا والمنفيين والمذبوحين نفسيا ، واليوم تكتمل القائمة لكي يسقط في يوم واحد شهداء يكفون معركة بأسرها وأعداد تكفي لحرب ضارية لتحرير أرضها ، وعندما يذرف الدمع وينحصر البصر ، تبقي البصيرة لتنير بدماء الحق درب الفضيلة ويبقي السؤال ، إلي متي؟ 
ولأن لكل سبب مسبب ولكل تحليل نتيجة ، فلا تسأل السؤال الخطأ وإلا تكون قد ارتكبت الخطيئة ، فلا محل لسؤال من المسئول ؟ في بلد بلا مسئول ، فالكل يعلم والكل يدري ، فالمسئول عن الخراب والفقر والقهر والقتل واحد ، هو من توسد سدة الحكم بالقتل والسلاح وهو من جعل من أرض مصر ومائها عرضا مباح ، فإذا أردت أن تجد الجواب فالتحسن السؤال والسؤال هو : إلي متي ؟
إلي متي نرضي بالذل والضياع ، إلي متي نقبل بحكم الفشلة والأوباش والأتباع ، إلي متي ؟
ألم يسقط صنم الأمن والأمان وحامي حمي الوديان ، ألم يصبح كمين الأمن هو رمز لغياب الأمن والقتل والدمار ، إلي متي سنبقي ندور في ساقية الفشل والرعب والانصياع 
، 
ألم يأن للغائب أن يعود وللمغيب أن يستفيق ، ألم يأن لرجال الجيش المصري أن يقوموا بواجبهم المقدس فينقذوا مصر من براثن العدو المحتال ، ألم يأن للجندي أن يحمل السلاح فيحرر البلاد من ظلم رب الفساد ، ألم يأن للمارد أن ينطلق وللشعب أن يثور ، ألم يأن لمصر أن تعود للمصريين ، لكي ينتهي زمن الخيانة والخونة والفساد والمفسدين ، ألم يأن للموت أن يتوقف وللمحارب أن يستريح ، 
مصر تنادي رجالها وتستصرخ أحرارها ورجال جيشها وحماة أرضها ، كفانا موتا وقتلا ودما وهما ، مصر تصرخ لكي لتنطلق الإشارة بأن كفانا خونة وخيانة فقد صار الثمن هو الحياة ولا وطن بلا حياة ، 
اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد

Comments

Recent Articles

Economy and Elections in Turkey: The Invisible Hands by Hossam ElShazly

Messenger of Judgement Day _ رسول يوم القيامة _ الدكتور حسام الشاذلي

جيم أوفر - Game Over - بقلم الدكتور حسام الشاذلي المستشار السياسي والاقتصادي الدولي