المجنون ' والعبيط ، ودولة ' الكتاكيت ' بقلم الدكتور حسام الشاذلي، السكرتير العام للمجلس المصري للتغيير والمستشار السياسي والاقتصادي الدولي

المجنون ' والعبيط ، ودولة ' الكتاكيت '
بقلم الدكتور حسام الشاذلي،
السكرتير العام للمجلس المصري للتغيير والمستشار السياسي 
والاقتصادي الدولي

يبدو عن العالم علي ابواب مرحلة جديدة من حكم دولة المجانين ومن زمن يكثر فيه الهطل والعبط فلا تعرف له غاية ولا تفهم له من آية ، حقبة خطيرة مريرة قد تأخذ العالم إلي مداه وربما إلي منتهاه ، 
لا يخفي علي أحد أن قرار نقل السفارة الأمريكية إلي القدس هو قرار احتضنته الأدراج والملفات لأعوام طويلة ومنذ زمن قد فات ، فهو ليس بالجديد علي الطرح ولا بالعجيب لأمة قد مسها القرح ، لم تبخل إسرائيل عليه بجهد ولا مجهود ولا تنفك تسعي لتفعيله مع كل عصر جديد لحاكم أمريكي متفهم او ودود ، فالهدف كان ولا يزال تثبيت أركان الدولة العبرية المحتلة وإخضاع العالم أجمع لمبدأ أن القدس عاصمة إسرائيل ، ولا عزاء للعرب أو المسلمين في عصر هم فيه الإرهابيين أو المغيبين ،

ولكن تنفيذ القرار يتطلب دائما توفر الظروف المواتية والإعداد لمسرح الجريمة أو التنفيذ إن حق الوصف أو صح التوصيف ، وكلما زاد جنون القرار وأبعاده وعواقبه تطلب الأمر شخصا وشخصية في غاية الجنون ليتخذه أو ينفذه ، 
تطلب الأمر مجنون هذا العصر وشخصية تمثل البعد الهيستيري للحكم أو الدولة فتشعر بأنك تتعامل مع بلطجي علي قارعة الطريق يهدد الدول ليغتصب أموالها ، يشعل الفتن ويحرك المصائب في كل شارع و حارة ومع كل تغريدة أو كلمة أو إشارة ،

يتطلب الأمر أيضا مسرحا للجريمة ، ولا أفضل من مسارح الانقلابات حيث لا حقوق ولا عدل ولا قانون ، وحيث يقتل الناس او يتبخرون ويعزل أو يختطف الرؤساء والمنتخبون ، وحتي أبناء الملوك باتوا يعتقلون ويعلقون في عصر سيطر عليه العقوق والجنون والخبل وأوهام المجون ، 
ليس أفضل من مسرح صار فيه العدو الطبيعي للعرب والمسلمين صديقا حميما وأخا عزيزا ، وبات فيه حكام أم القري حلفاء للصهاينة والعبريين ، فيا عجبا علي زمان تقلب حاله وبات الشريف فيه طريدا ،
لا أنسب ولا أفضل من ذلك المسرح المزدحم بالمغيبين من حكام العرب والمسلمين ، لا تهتز لهم شعرة لدين ولا أرض ولا عرض فيه لا تري لهم قامة ولا تعرف لهم هامة ، فهل تتوقع يا قدس أن ينتفض أصحاب الكروش والقروش من أجل نصرة فلسطين أو المسجد الأقصى أو حتي لنصرة دين رب العالمين ، 

ولكن البعد الآخر والأخير ، بأننا يجب عن نعي ونعرف بأن لكل عصر مجنون ولكل أوان فرعون ، قد يلعب بالنار فيحرق يديه وقد تلعب به النار فيشتعل العالم بين يديه ، والتاريخ ليس بكاذب ولا نساي ونيرون وهتلر لم يكونوا كهنة للمعبد ولا حراسا للموقد،
واليوم يطل علينا مجنون جديد ، غريب عنيد ، يجر العالم والمنطقة إلا ويلات وصراعات ويفجر الحروب والنزاعات ، ولا نعلم إن كان سيظل علي الأرض أو يتبخر بحكم قاض عادل أو بإرادة حرة قبل أن يشعل النار في الكل ، 

إن قرار نقل السفارة الأمريكية إلي القدس هو قرار لن يخدم أي استقرار ولا سلام ولن يؤصل لأي تفاهم او وئام ، ولكنه دعوة للتطرف والعنف ونداء للانتقام والكره ، عنوان للعنصرية ودعم للاحتلال ، تقويض لكل محاولات الحل السلمي ومفاوضات الدولتين وبداية لعصر من الحروب والدماء ،
إن هذا القرار المجنون هو تحرير لشهادة وفاة لعملية السلام ولكل الحلول والمبادرات والمفاوضات الساعية لحل عادل ودائم للقضية الفلسطينية ، 
إن شعوب العالم المتحضر يجب أن تقف صفا واحدا لتواجه مجنون هذا العصر ، فاليوم هو يوم الاصطفاف ويوم النزول للشوارع من أجل إنقاذ العالم من براثن المجنون و من أعمال الجنون ، فلا سبيل لأمن ولا أمان في ظل حكم العبيط وتحت سيطرة منظومة تتحكم بها مشاعر الكتاكيت ، 
اللهم قد بلغت ، اللهم فاشهد

Comments

Recent Articles

Messenger of Judgement Day _ رسول يوم القيامة _ الدكتور حسام الشاذلي

Economy and Elections in Turkey: The Invisible Hands by Hossam ElShazly

جيم أوفر - Game Over - بقلم الدكتور حسام الشاذلي المستشار السياسي والاقتصادي الدولي