دولة الموت .....بقلم الدكتور حسام الشاذلي، السكرتير العام للمجلس المصري للتغيير والمستشار السياسي والاقتصادي الدولي

دولة الموت 
من سلسلة عندما يصبح الموت فرضا،
بقلم الدكتور حسام الشاذلي، السكرتير العام للمجلس المصري للتغيير والمستشار السياسي والاقتصادي الدولي

تنفضنا الأيام من فوقها وتلفظنا المضاجع من ألمها، تتجافي جنوبنا أرقا وهما وألما وحزنا ، نهرع إلي سجودنا صلاة ودعاء ورجاء وأملا، 
تتبدل علينا الأيام والليال شمسا وقمرا ، فتتحاكي عن أحزاننا وعن أحوالنا أمما وبشرا ،
أصبح الموت عنوانا لبلادنا ، وبات القهر ظلا لا يفارق وطننا ،
جعلوا من الموت لونا للحياة ، صنعوا من بدل الإعدام رداء للشهادة ، 
أصبحنا لا نعرف عدد من أعدم ومن سيعدم ، من أختفي أو أختطف ومن عليه الدور ليقتل ، صباحنا يحمل أسئلة كثيرة مريرة ولكن الأجوبة جد قليلة ،
أصبحنا نعي أننا نحيا في دولة الموت ، حيث باتت حياة أطهر الناس لا تساوي شيئا عند شر البشر وأجرم القضاة وأحقر الغجر،

وبات السؤال يطرق ذهني في كل حين ، من ربكم يا قضاة الموت ، من إلهكم يا كهنة المعبد وصناع الإعدام ، هل تعرفون صلاة أو تسجدون لإله ، هل خلقتم من لحم ودم أو تنتمون لبني البشر أو لفصيلة الأنسان ، أجزم بأنكم لستم من أهل هذه الأرض أو حتي من عبدة الحجر ، فأنتم شياطين الجحيم وشر القدر ، قضاة المسيخ وسحرة الموت ولعنة علي كل البشر ، 
صنعتم من أحكام الإعدام وسيلة للخلاص من كل صوت حر ومن أطباء المستقبل وطلاب العلم ومن كل صاحب رأي أو فهم ، فبتم قضاة الموت أداة للقتل في يد أحقر الخلق وأشر من فجر ، 
تبقي الدول علي حياة أخطر المجرمين بدعوي الحرية وقدسية النفس البشرية ، وفي دولة الموت يقتل أنقي الرجال ومن خير من أنجبت الإنسانية ، ففي دولة الموت لا قدسية لدين ولا لبشر ولا لعلم ، ولكنهم صناع الموت وقتلة البشرية، 

فهل لنا عن نعي بأن دولة الموت لا تعرف إلا لغة الموت ، وأن الموت يصنع الحياة في أرض الطغاة والكفر والعهر والانقلابات ،
هل لنا أن نعي أنه من الأفضل والأكرم لنا أن نسير للشوارع والميادين بدلا من انتظار الموت في صفوف المقهورين والمعذبين ،
هل لنا عن نعي أننا حتما سننتصر، عندما نعلم أن في دولة الموت لا يصنع الحياة إلا الموت ، وأنه عندما يغيب العدل لا أمل إلا في ثورة تصنع الحياة ، 
هل لنا أن نعي أننا حتما سننتصر عندما نتحرر من سلاح الخوف ومن خشية الموت فنهب لوطننا الحياة ،
هل لنا أن نعي أننا حتما سننتصر عندما نشعلها ثورة علي الموت تقضي علي صناع الإعدام ومنفذيه ، فنهب الحياة لشباب هم كل الأمل لأمة قد فقدت الحلم والأمل في قيادات غيبتها السجون بلا عمل ،
هل لنا أن نعي أننا حتما سننتصر عندما نعرف أن عدونا ضعيف ، له ألف نقطة ضعف وضعف فهم خونة يعيشون بيننا وفي بيوتنا وعلي امتداد أيدينا وبين أضلعنا ، سيركع الخائن الجبار عندما يثور الأحرار ، وسيهرول بلا ستار ليحتمي من بطش أمة إذا خرجت ستكون نورا ونار ،
هل لنا أن نعي أن الموت شرف لنصنع الحياة ، بدلا من انتظار الموت خطفا وسجنا في زنازين القهر وعلي طبالي الإعدام ، 

هذه دعوة للحياة علي أرض الموت ،
دعوة لكي يتوقف الموت بالثورة والجهاد والعمل وليس بكلام منشور وصور لا تحمل أي أمل ،
دعوة لثورة للتغيير ، بل ثورة لنعيد الحياة من جديد ،
إذا كان الموت حقا ، فلنجعل منه إكسير الحياة ، ولنمض للميدان وللشارع ، لنواجه الطغاة ونوقف القتل ونبقي علي الحياة ، دعوتي اليوم هي دعوة من دولة الموت لنصنع الحياة ، 

اللهم قد بلغت ، اللهم فاشهد

Comments

Recent Articles

Messenger of Judgement Day _ رسول يوم القيامة _ الدكتور حسام الشاذلي

Economy and Elections in Turkey: The Invisible Hands by Hossam ElShazly

جيم أوفر - Game Over - بقلم الدكتور حسام الشاذلي المستشار السياسي والاقتصادي الدولي