'التطور الحقيقي للمخبر' ... تعليق الدكتور حسام الشاذلي علي حديث نادر بكار الأخير بخصوص الشهيدة أسماء البلتاجي

لتطور الحقيقي للمخبر '
تعليق الدكتور حسام الشاذلي علي حديث نادر بكار الأخير بخصوص الشهيدة أسماء البلتاجي 

يتحدث بعض الناس باستغراب وتعجب عن المستوي الذي تحدث به بكار فيما يختص بالشهيدة أسماء البلتاجي وأنها قتلت لأنها صدقت والدها الذي علي حد قول بكار أشعل الدنيا ثم ترك الميدان وإبنته لتقتل وتموت في رابعة ،  وكذلك تصريحه بأن جماعة الإخوان تعطي غطاء للإرهاب وغيرها من التصريحات الوهمية الصادمة لبعض الناس في من خدعوا يوما في بكار ولم يرد لذهنهم كيف يمكن أن يكون الخداع رجلا بلحية أو الكذب شخصا علي رجلين ،  
وبعيدا عن التعليق عن هذه الأكاذيب التي تم الرد عليها من أسرة الشهيدة أسماء ومن العديد من القيادات والشخصيات التي تواجدت إبان الأحداث ، ولكني أريد أن أعلق علي كون بكار ظاهرة سياسية نوعية تمثل التطور الحقيق لشخصية المخبر ، أو المرشد الأمني في أكمل صوره ، 

ولكي نعي المراحل المختلفة لتطور مثل هذه الشخصية فيجب أن نعود قليلا للوراء ونحلل الأحداث بنظرة محايدة وبعيدا عن عوامل الصراع والقوي المتناحرة علي الساحة منذ الثورة ، 

فهناك العديد من الشخصيات التي قدمها لنا حزب النور غيره  وعلي رأسها يأتي بكار وغيره مرت بالمراحل الآتيه في التطور السياسي للشخصية لتصل إلي ماهي عليه اليوم وهذه المراحل يمكن وصفها بإختصار كالآتي: 

١. مرحلة العميل المزروع : 
وهذه المرحلة يقوم العميل فيها بلعب دور مرسوم يمكنه من إستخدام عباءة معينة كعباءة الدين لبناء مصداقية عند قطاع معين من الشريحة المستهدفة ( الشعب) تمكنه من تقبل العميل وإعتباره كمصدر من الممكن التعامل معه ، أو إنتخابه ، أو تعيينه في المجالس الحكومية ، أو اللجان المختصة وهذه هي المرحلة التي كان يقفز لنا فيها إسم بكار كما لو كان هو الشخص الوحيد الذي أكمل تعليمه في حزب النور وإستحواذه علي كل المناصب والترشيحات برغم وجود شخصيات كثيرة. داخل نفس الحزب قد تكون مؤهلة عن العميل المزروع ، وفي هذه المرحلة يصعب وقد يستحيل كشف العميل ،  

٢. مرحلة المحلل السياسي ورجل الإعلام والكلمة:
وفي هذه المرحلة يتم بناء أرضية واسعة لآراء العميل وتوجهاته والتي ترتبط بمناطق جاذبة في وعي الشريحة المستهدفة مما يكسبه تعاطفا وإنتباها كاملا ، وهذه هي المرحلة التي ظهر علينا فيها بكار علي كل القنوات الدينية والفلول وقنوات الواق الواق وغيرها حتي السي بي سي كانت تستضيفه بإستمرار مع العلم بأنها لم تكن تفتح المجال لأي من الشخصيات التي تحمل فكر ما بعد الثورة نهائيا رغما عن كونها كانت كثيرة في ذلك الوقت ، وبسبب زخم المرحلة يصعب علي الشريحة المستهدفة إدراك ذلك بصورة واضحة ، ولكن شخصية العميل قد تعرضه للوقوع في إسقاطات كمهاجمة الفريق الذي زرع من أجله ( الحرية والعدالة والإخوان ) عندما يتعرض العميل لضغط شخصي يخرجه عن الخطة الموضوعة كحالة إتهام حماه من قبل رئاسة الجمهورية ، وهنا يبقي كشف العميل صعبا ، إلا من الفئات القريبة منه والمتعاملة معه بصورة دورية فيحدث إنشقاق في حزب النور ويخرج كثير من الإشراف ليشكلوا حزبا آخر بقيادة أحد مستشاري الرئيس المنتخب ، 

٣. مرحلة المهمة الحرجة والتنفيذ : 
وفي هذه المرحلة يطالب العميل بتنفيذ هدف العملية الأساسي والتركيز في إنجاح هذا الهدف بكل السبل وظهر ذلك جليا في دور بكار وحزب النور في الإنقلاب العسكري علي الرئيس المنتخب والدعم الكامل للإنقلاب بل وتقديم مبادرة خارطة الطريق مع محاولة إستعمال الغطاء المتوفر لأقصي مدي ( الغطاء الديني) 

٤. مرحلة عبده المشتاق:
وفي هذه المرحلة يتم إستخدام العميل بشتي الصور المعقولة والغير معقولة وإستنفاذ كل إمكانياته وتكليفه بتنفيذ تعليمات قد تقضي عليه وتدمر مصداقيته وهذه هي المرحلة التي صدر فيها تصريح بكار بخصوص الشهيدة أسماء البلتاجي ، ونظرا لأن العميل في هذه المرحلة يكون قد فقد أي أمل في التراجع بل ويكون قد تم كسره بكل الصور الممكنة إستعدادا للمرحلة القادمة فلا يتورع العميل عن الإستجابة لأي طلب أو القيام بأي عمل مهما كان ، 

٥. مرحلة الكارت المحروق: 
وفي هذه المرحلة يتم إقحام العميل في عمليات أو إعطاؤه أوامر تؤدي لحرقه تماماً والقضاء علي أي قاعدة أو شعبية متبقية ثم التخلص منه إما بالصورة الناعمة بعزله عن الحياة السياسية وعن الشريحة المستهدفة تماماً ، أو بالصورة القوية حيث يتم سجنه أو التخلص منه ، وهذه هي المرحلة القادمة للعميل  بكار والكثيرين من أمثاله  ، وتنطبق هذه المراحل علي كثيرين من العملاء الإمنين للأنظمة ولكن تغير الظروف المحيطة والقوي المؤثرة قد يؤدي للتغير في الهيكلة المرحلية ونتائجها ، فلا عجب ولا عجاب أن نري بكار يقذف شهيدة الشهيدات ، أو أن يتخذ منحي مغاير في إلصاق الإرهاب بفصيل إسلامي ( الإخوان ) أو أن يقوم أحد أقرانه بإلقاء خطاب في جلسة خاصة بالأمم المتحدة عن عدم جاهزية  الإتجاه الإسلامي للحكم في مصر ولحيته تقارب ركبتيه ، ولكنها المراحل الواقعية لتطور المخبر أو العميل ، وعجبي! 


الدكتور حسام الشاذلي هو المستشار السياسي والخبير الدولي في إدارة التغيير ، والرئيس التنفيذي  الحالي لمجموعة سي بي آي الدولية السويسرية العملاقة ، أستاذ إدارة التغيير والتخطيط الإستراتيجي بجامعة كامبيردج المؤسسية ومساعد العميد السابق للتخطيط الإستراتيجي والتنمية بكلية حائل بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن  ، وكيل مؤسسي حزب ثوار التحرير ، وعضو المكتب التنفيذي للهيئة التنسيقية للقوي الوطنية ورئيس القسم المصري بالهيئة الدولية للمفوضيين والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية

Comments

Recent Articles

Messenger of Judgement Day _ رسول يوم القيامة _ الدكتور حسام الشاذلي

Economy and Elections in Turkey: The Invisible Hands by Hossam ElShazly

جيم أوفر - Game Over - بقلم الدكتور حسام الشاذلي المستشار السياسي والاقتصادي الدولي